“تقرير“| كيف عززت هجمات الرد الإيراني ظاهرة الهجرة العكسية من كيان الاحتلال..!

6٬773

أبين اليوم – تقارير 

قوض الرد الإيراني- واسع النطاق وغير المسبوق- على الهجمات الإسرائيلية على إيران، ما تبقى من شعور المستوطنين بالأمن الشخصي والعام، بعد أن طالت الصواريخ والطائرات المسيّرة مختلف مناطق إسرائيل ومستوطناتها في فلسطين المحتلة، فأسهم ذلك بشكل مباشر في تعزيز ظاهرة الهجرة العكسية من إسرائيل، لكنها هذه المرة تجاوزت الهجرة الطوعية المخطط لها، إلى النزوح الجبري والجماعي باتجاه قبرص ومصر والأردن.

أمس الثلاثاء، نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، تقريراً أكد فيه أن مصر عززت إجراءاتها الأمنية بهدوء في جنوب سيناء، في ظل بدء تدفق الإسرائيليين إلى المحافظة بأعداد متزايدة في أوائل الأسبوع الماضي عبر حدود طابا مع إسرائيل هرباً من تصاعد هجمات الرد الإيراني، التي لم تكن في حسبان حكومة الحرب الإسرائيلية حين شنت هجوماً على إيران في صباح الـ13 من يونيو الجاري.

وحسب تقرير “ميدل إيست آي”، فقد عبر آلاف الإسرائيليين، بمن فيهم دبلوماسيون وموظفون دوليون، إلى مصر عبر الحدود في الأيام الأخيرة، بهدف السفر من مطار شرم الشيخ إلى وجهات حول العالم، بالتنسيق مع حكوماتهم وإسرائيل ومصر، فيما بقي آلاف الإسرائيليين في جنوب سيناء، على أمل العودة إلى ديارهم بمجرد استقرار الوضع.

هذا الحال من النزوح والخروج من إسرائيل تكرر باتجاهات مختلفة، إما عبر حدود الأردن، أو عبر البحر، حيث كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن العديد من الإسرائيليين بدأوا في اليوم الرابع لهجمات الرد الإيراني بمغادرة إسرائيل عن طريق البحر، في ظل الإغلاق التام للأجواء بسبب الحرب، وهو ما أكدته بيانات حركة الملاحة البحرية بين إسرائيل وقبرص.

ونشرت الصحيفة في الـ17 من يونيو الجاري، تقريراً أفاد بأن “مرسى (هرتسليا) تحول مؤخراً إلى محطة سفر مؤقتة، وابتداءً من الساعة السابعة صباحاً، يبدأ الناس بالوصول يجرّون عرباتهم ويبحثون في الأرصفة عن اليخت المقرر أن يقلّهم إلى قبرص، في رحلة تصل كلفتها إلى 2500 شيكل (أكثر من 711 دولاراً) على كل فرد، فيما أشار البعض إلى أن الأسعار وصلت إلى 6000 شيكل (أكثر من 1700 دولار).

بالتزامن مع ذلك النزوح الجبري والهروب الجماعي، أفادت تقارير من مكاتب محاماة في تل أبيب وحيفا بأن الاستفسارات حول برامج الهجرة إلى كندا وألمانيا والولايات المتحدة تضاعفت منذ منتصف يونيو 2025، بالتوازي مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية، وهذا يُعدّ مؤشراً كمياً على حالة “النزوح غير الرسمي” أو المخطط له ضمن فئة الهجرة العكسية.

وفي سياق متصل، أكد تقرير نشره الموقع نفسه أمس بعنوان: “المملكة المتحدة تخلي مواطنيها من إسرائيل في “هجرة عكسية” تكشف عن أسطورة “الملاذ الآمن” الصهيونية”- أن الحكومة البريطانية أعلنت عن خطط لتشغيل رحلة طيران مستأجرة الأسبوع المقبل لنقل مواطنيها (الإسرائيليين من أصول بريطانية) الراغبين في مغادرة إسرائيل المستوطنات بشكل غير قانوني.

وحسب التقرير، فإن من بين المُرحَّلين بريطانيون يقيمون ليس فقط في إسرائيل، بل أيضاً في مستوطنات غير شرعية داخل الضفة الغربية المحتلة، حيث تُعدّ هذه المستوطنات سمةً أساسيةً من سمات نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، المُدان بموجب القانون الدولي.

وكانت بيانات إسرائيلية رسمية، كشفت في الـ17 من يونيو الجاري عن إجلاء الحكومة الإسرائيلية قرابة 3 آلاف شخص من منازلهم، في نزوح جبري عن المستوطنات لم يسبق أن حصل منذ تأسست إسرائيل في الأراضي الفلسطينية برعاية بريطانية، كما أكدت البيانات تلقي قرابة 19 ألف مطالبة بتعويض الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإيرانية خلال أربعة أيام فقط، وفقاً لما ذكرت صحيفة “كالكاليست” العبرية في تقريرها.

ولعب الرد الإيراني بعد الهجمات الإسرائيلية دوراً حاسماً في تحويل أزمة الإسرائيليين من أزمة أمنية إلى أزمة وجودية واقتصادية داخل إسرائيل، مما أسهم في تسريع نزعة الخروج من المستوطنات، لا سيما في أوساط الطبقات الوسطى والعليا القادرة على تأمين فرص بديلة في الخارج، خصوصاً العوائل اليهودية التي جاءت مهجرة من أوروبا عبر العقود السبعة الماضية.

ومنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023م، غادر آلاف اليهود إسرائيل في هجرة عكسية حطمت الأسطورة الصهيونية المزعومة التي تُصوّر فلسطين كملاذ آمن لليهود، حيث أكد تقرير نشرته جريدة ذا غارديان البريطانية مغادرة نحو 12,300 إسرائيلي المستوطنات خلال أكتوبر نفسه، مقارنة بـ3,200 إسرائيلي غادروا قبل تاريخ هذه الأحداث التي سجلت فيها الهجرة العكسية ارتفاعاً بنحو 285%.

المصدر: يمن إيكو

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com