“تقرير“| حضرموت تنتفض: توسع الاحتجاجات الشعبية إلى مدن جديدة..!
أبين اليوم – خاص
تقرير/ عبده بغيل:
في حضرموت، تتصاعد صيحات الغضب الشعبي، مُضيئةً عتمة الظلم ومُحرِّرةً قيود اليأس. موجة عارمة من الاحتجاجات تجتاح مدنًا جديدة في المحافظة، لتُرسم لوحة شعبية تُعلي صوت الحق وتُطالب بالكرامة.
إنه ليس مجرد غضب عابر، بل صرخة مدوية في وجه التحالف وأدواته من المرتزقة الذين غرقوا في الفساد، وعجزوا عن توفير أبسط مقومات الحياة لسكان المحافظة.
– توسع رقعة الاحتجاجات: من الساحل إلى الوادي:
من المكلا والوادي والساحل، إلى تريم وسيئون والشحر، انضمت مدن جديدة في حضرموت إلى ركب الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، مُطالبةً بتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية المتردية. لقد بلغ الصبر منتهاه، وأصبحت الجماهير على قناعة بأن بقاء الوضع الراهن يعني المزيد من المعاناة والتهميش.
المتظاهرون وجهوا نداءات صريحة إلى التحالف السعودي الإماراتي، مطالبين إياه برفع يده عن محافظة حضرموت، وسحب أدواته الذين لم يجلبوا سوى الفوضى والفساد للمحافظة. هذه المطالب تعكس إدراكًا عميقًا لدى الشعب بأن الأزمة الحالية هي نتاج مباشر للتدخلات الخارجية وسيطرة القوى الفاسدة.
– تصعيد وتحدي: العصيان المدني يضرب المكلا:
شهدت الاحتجاجات تصعيدًا ملحوظًا تمثل في قيام المحتجين بقطع الشوارع الرئيسية بـالإطارات التالفة التي أضرموا فيها النيران، في تعبير رمزي عن رفضهم للاوضاع القائمة. وتتوالى الدعوات لتظاهرة حاشدة عصر اليوم الخميس في جميع مدن ومديريات محافظة حضرموت، تنديدًا بتردي الأوضاع المعيشية والخدمية، لا سيما الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة يوميًا مقابل ساعتين فقط من التشغيل. هذا الانقطاع المتكرر ليس مجرد إزعاج، بل هو ضربة قاصمة للحياة اليومية للمواطنين ويشل كافة الأنشطة الاقتصادية.
في ليلة أمس، بلغ الغضب ذروته بإغلاق ميناء المكلا النفطي واقتحام مبنى مؤسسة الكهرباء، وهو ما أسفر عن سقوط اثنين من المتظاهرين قتلى وجرحى. هذه الأحداث الدامية دفعت بالمدينة إلى حالة من العصيان المدني الشامل، في خطوة تعكس تصميم الشعب على المضي قدمًا في نضاله حتى تحقيق مطالبه.
– نحو القصر الجمهوري: تصعيد مرتقب في المكلا:
من المتوقع أن تتجه التظاهرات في المكلا نحو السيطرة على القصر الجمهوري، الذي تسيطر عليه عصابة الرياض وأبوظبي. هذه الخطوة، إن تمت، ستمثل نقطة تحول حاسمة في مسار الاحتجاجات، وتُرسل رسالة واضحة بأن الشعب لن يقبل بالوضع الراهن بعد الآن.
يذكر أن التظاهرات قد انطلقت في مدينة المكلا نهار الاثنين، ولم تتوقف حتى اليوم، حيث أغلق المتظاهرون العديد من الطرق الرئيسية، ودخلوا إلى ميناء المكلا للتنديد بـالتلاعب في آلية توزيع ونقل الوقود المخصص لكهرباء المحافظة. هذا التلاعب، الذي يُنظر إليه على أنه فساد ممنهج، هو أحد الأسباب الرئيسية وراء انقطاع التيار الكهربائي المستمر.
– معاناة شاملة: أزمة إنسانية في المحافظات الجنوبية:
يُشار إلى أن المواطنين في حضرموت وعدن وباقي المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة يعانون من أزمات معيشية خانقة وتدهور غير مسبوق في الخدمات. يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع جنوني في الأسعار ونهب ممنهج للمرتبات من قبل قوى العدوان وأدواتها الغارقة في الفساد. هذه المعاناة الشاملة هي ما يدفع بالناس إلى الشوارع، مطالبين بحقوقهم الأساسية وحياة كريمة.