“تقرير“| فضيحة الـ11 مليون دولار: فسادٌ يسرق لقمة المواطن البسيط في المحافظات الجنوبية..!

أبين اليوم – خاص 

تقرير/ عبده بغيل:

بينما يصرخ المواطن في المحافظات الجنوبية والشرقية من وطأة الجوع والحرمان، وتُحرَم الأيدي التي تبني الوطن وتدافع عنه من أبسط حقوقها، تنفجر فضيحة فساد مالي جديدة تُعري زيف الوعود وتكشف حجم الفساد المستشري الذي تمارسه عصابة الرياض و ابوظبي.

هذه الفضيحة والمتمثلة في ارسال حكومة عدن شهريًا مبالغ هائلة تُقدَّر بنحو 11 مليون دولار، إلى حسابات مسؤولين وناشطين يعيشون في الخارج، تحت مسمّى كشف “الإعاشة”.

أموال الشعب التي تُبعثَر على حساب الرفاهية والتي كان يمكن أن تُنعش آلاف الأسر المحتاجة وتُعيد الحياة إلى القطاعات الحيوية، تُصرَف كامتيازاتٍ شخصيةٍ لأشخاصٍ لا يشغلون أي منصبٍ رسمي ولا يقدمون أي عملٍ يخدم الوطن.

إنها محسوبيةٌ مكشوفة وفسادٌ لا يخجل، ينهب موارد الشعب ويُهدرها على أفراد يعيشون في بحبوحةٍ من الترف والبذخ، بينما يُترك المعلمون والجنود بلا رواتب، يُصارعون من أجل البقاء.

لقد بلغت فاتورة هذه “الإعاشة” خلال عام 2023 وحده ما يقارب 815 مليار ريال، ما يمثل إهدارًا فادحًا لميزانية الدولة، يصرف منها حوالي 71% في مجالات غير ضرورية أو غير محددة.

هذا الفساد ليس مجرد إهدارٍ للمال العام، بل هو عملية ممنهجة تُضعف أساسيات الدولة وتُعيق قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها.

وبينما تُهدر المليارات على حفنةٍ من المستفيدين، تُحرم قطاعاتٌ حيوية كالتعليم والأمن من التمويل اللازم، مما يُعمّق الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة المواطنين.