“مقالات“| شركاء الشعب بالأمس.. تجار معاناته اليوم..!

5٬881

أبين اليوم – خاص 

بقلم/ سالم عوض الربيزي:

منذ اندلاع الأزمة اليمنية عام 2015، كشفت الأحداث المتلاحقة والأزمات المتراكمة عن حقيقة مرة: أغلب القوى والأحزاب السياسية لم تكن سوى أدوات صغيرة تُدار لصالح أجندات خارجية، بعيدة كل البعد عن هموم الوطن ومعاناة المواطن.

فحين اجتاحت دول التحالف البلاد، لم يكن لتلك القوى أي موقف يذكر، ولم تُسجَّل لها وقفة مسؤولة للدفاع عن الدولة ومؤسساتها، ولا عن سيادتها وقدراتها التي جرى تدميرها بشكل ممنهج. لقد اكتفت بالصمت حين صودرت قرارات البلد، وكأن الأمر لا يعنيها، أو كأنها وجدت نفسها أمام مشهد يتناسب تمامًا مع حجمها الحقيقي كأدوات لا كقوى سياسية وطنية.

لقد أُنشئت هذه الأحزاب أصلاً بدعم من الشعب، لا لتكون جسرًا للأطماع الخارجية، وإنما لتدافع عن مستقبل الوطن وحقوق المواطن وكيان الدولة. لكنها سرعان ما تحولت إلى عكس ذلك، فبدلًا من أن تكون درعًا واقيًا للأمة، فتحت الأبواب على مصراعيها للسموم والأحقاد القادمة من الخارج، ومكّنت الأعداء من السيطرة على مقدرات البلد.

واليوم، بعد سنوات الحرب والمعاناة، صارت هذه القوى مجرد شركات سياسية تتاجر بدماء اليمنيين، وتستثمر في جراحهم، وتحوّلت إلى تكتلات مالية تبحث عن النفوذ والثروة، بينما الشعب يزداد فقرًا وجوعًا وقهرًا.

إن الشعب اليمني مدعو اليوم إلى قراءة هذه التجربة بوعي، وإدراك أن هذه القوى التي فقدت مبادئها وأخلاقها وثوابتها الوطنية لم يعد لها مكان في مستقبله. فهي لم تكتفِ بجرح الأمة، بل مزقت أحلامها، وذبحت سيادتها، وسفكت دماءها ومعاناتها على موائد الخارج.

إن إسقاط هذه الأحزاب والقوى بات ضرورة وطنية ملحة، ليس فقط لأنها خانت العهود التي قطعتها على نفسها، بل لأنها أصبحت الخطر الأكبر على كيان الدولة، والعقبة الأشد أمام استعادة السيادة وبناء المستقبل.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com