“تقرير“| ما الذي يعول عليه الزبيدي في زيارة روسيا؟ ولماذا أثارت حفيظة السعودية..!
أبين اليوم – تقارير
وصل رئيس المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات جنوب اليمن، إلى العاصمة الروسية بصورة مفاجئة، ولكن ما أبعاد هذه الزيارة؟
الزيارة، وفق مصادر في المجلس الانتقالي، رُتّبت على عجل، وهدف رئيس المجلس من خلالها إلى توجيه رسالة سياسية لخصومه داخليًا وخارجيًا.
وقد حظيت لأول مرة باستقبال روسي رفيع؛ إذ كان وزير الخارجية سيرغي لافروف في طليعة المستقبلين، بدلًا من مبعوث بوتين للشرق الأوسط الذي اعتاد استقبال الوفود اليمنية بمن فيهم أعضاء المجلس الرئاسي.
بالنسبة للمجلس الانتقالي، فإن الزيارة هامة جدًا؛ إذ تتزامن مع اشتداد الحصار الداخلي والخارجي عليه.
على الصعيد الداخلي، رفع خصومه وتيرة الحصار مع وقف تزويد عدن بالوقود، ما تسبب بانهيار قطاعات واسعة كالكهرباء والمياه، الأمر الذي أشعل فتيل غضب شعبي لا يزال متواصلًا.
وخارجيًا، تدفع أطراف إقليمية ودولية، أبرزها الولايات المتحدة والسعودية، بقوة للضغط على المجلس لتسليم موارده وتحييده.
لا تبدو زيارة الزبيدي لموسكو مجرد مناورة هذه المرة، بل تعكس توجهًا جديدًا للمجلس، ليس بمحاولة للحصول على دعم خارجي لتعزيز نفوذه جنوبًا أو اللعب على ورقة الصراع العالمي، بل للبحث عن نافذة اتصال مع “الحوثيين” بغية إزاحة المحاولات السعودية لإبقاء مجلسه ورقة بيدها خلال المفاوضات الجديدة مع صنعاء. وقد برز ذلك في تصريحات وزير الخارجية الروسي وربطه أي دعم باليمن، في إشارة، وفق خبراء، لتقارب بين صنعاء وعدن.
بالنسبة للروس، فإن يمنًا مقسّمًا لا يخدم المصالح الروسية في المنطقة، بل يضعفها في ضوء النفوذ الأمريكي. وهي بكل تأكيد ستدفع نحو يمن واحد بعيدًا عن القوى الموالية لأمريكا.
وفي حال نجحت في حلحلة أزمة القوى اليمنية وتحرير الموالين للتحالف من عقلية الانبطاح، تكون قد قطعت شوطًا كبيرًا في إعادة رسم مراكز النفوذ في الشرق الأوسط بعيدًا عن الوصاية الأمريكية.
وفي السياق.. سخرت السعودية من زيارة عيدروس الزبيدي إلى روسيا. وقال السياسي السعودي علي العريشي في تدوينة على (إكس): “تروح موسكو، تروح برلين، تروح جزر واق الواق.. الحل في الرياض”.