“حضرموت“| الكشف عن تفاصيل الخلاف السعودي–الإماراتي داخل الهضبة النفطية..!

5٬894

أبين اليوم – خاص 

كشف حلف قبائل حضرموت، أبرز الكيانات الاجتماعية والقبلية في وادي وصحراء المحافظة، عن كواليس التوتر المتصاعد بين السعودية والإمارات حول ترتيبات السيطرة في الهضبة النفطية، وهي المنطقة الأكثر حساسية في الشرق اليمني.

ووفق مصادر رفيعة داخل الحلف، فقد طرحت الإمارات مبادرة للانسحاب من المنشآت النفطية ومحيطها ومن عدد من النقاط العسكرية، لكنها اشترطت الاحتفاظ بوجودها داخل المعسكرات الرئيسية، وعلى رأسها مقر المنطقة العسكرية الأولى.

وفي موازاة ذلك، عمدت أبوظبي إلى ضم مئات العناصر غير الحضارم إلى قوام المنطقة العسكرية الثانية وإعادة تقديمهم كـ “نخبة حضرمية”، في خطوة تهدف إلى إحلالهم بدلاً من القوات الموجودة حالياً داخل المنشآت.

وتشير المصادر إلى أن الرياض التقطت سريعاً هذه المناورة، ما دفع رئيس لجنتها الخاصة، محمد القحطاني، للتأكيد على ضرورة خروج جميع الفصائل القادمة من خارج حضرموت، وتسليم مهمة الإشراف الأمني على الحقول النفطية للمحافظ المقرّب من السعودية، سالم الخنبشي.

ويأتي هذا في وقت يحاول فيه المجلس الانتقالي الجنوبي خلق معادلة جديدة على مستوى البُنى القبلية، من خلال الدعوة إلى اجتماع يحمل اسم “حلف القبائل” بهدف الإطاحة برئيس الحلف الحالي، عمرو بن حبريش، المعروف بولائه للرياض.

وتُقرأ هذه الخطوة ضمن مساعي الانتقالي لتثبيت نفوذ طويل الأمد في الهضبة بعد تمدّده الأخير.

وتشهد الهضبة النفطية في حضرموت نشاطاً سعودياً مكثفاً منذ الأيام الأخيرة، عقب وصول رئيس الوفد السعودي مجدداً إلى المحافظة، في محاولة واضحة لإعادة ضبط المشهد وإخراج فصائل الانتقالي من مواقعها الاستراتيجية. وبحسب المعلومات المتداولة، يستعد الوفد لعقد لقاء مباشر مع قيادة الانتقالي في حضرموت لبحث ترتيبات الانسحاب.

تحليل:

تدلّ هذه التطورات على أن حضرموت باتت مركز الصراع الحقيقي بين الرياض وأبوظبي، بعيداً عن الشعارات السياسية المتداولة.

فالإمارات تسعى لتثبيت قواعد نفوذ عسكري طويل الأمد في أهم منطقة نفطية باليمن عبر إعادة هندسة القوى المحلية، بينما تعمل السعودية على منع تمدّد خصمها الإقليمي داخل عمق نفوذها التقليدي.

وفي قلب هذا الاشتباك، يجد المجلس الانتقالي نفسه لاعباً محورياً يحاول تغيير المعادلة القبلية لصالحه، فيما تتحرك القبائل بدورها للحفاظ على استقلال قرارها ومنع تحويل الهضبة إلى ساحة نفوذ خارجي مطلق.

المشهد في حضرموت ليس انتقالاً للسلطة بقدر ما هو صراع إقليمي مكتوم على مفاتيح الطاقة والقبيلة والجيغرافيا، يبدو أنه سيُعاد رسمه خلال الأيام المقبلة، مع احتمال بروز تفاهمات هشّة أو تفجّر جولة جديدة من الكباش السعودي–الإماراتي.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com