“حضرموت“| الرياض تُعيد ضبط مشهد الجنوب وتُسقِط ادّعاء الانتقالي بتمثيل الجنوب في التسوية المقبلة..!

5٬895

أبين اليوم – خاص 

أحبطت السعودية، محاولة المجلس الانتقالي الجنوبي – الموالي للإمارات – تحويل التطورات الأخيرة في الهضبة الشرقية إلى مكسب سياسي يعزز ادعاءه بتمثيل الجنوب في أي تسوية قادمة.

وجاءت الرسالة السعودية واضحة عبر عبدالله آل هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ والمقرّب من دوائر صنع القرار، الذي أكد أن الرياض لن تقبل بانفراد الانتقالي بتمثيل الجنوب، وأن أي صيغة سياسية مقبلة ستقوم على مشاركة مختلف القوى الجنوبية دون استثناء.

ويأتي موقف آل هتيلة تعليقاً على تصريحات رئيس اللجنة الخاصة السعودية، محمد القحطاني، الذي أشار إلى أن “القضية الجنوبية ستكون جزءاً من الحل الشامل”، وهو تصريح حاول الانتقالي تصويره كاعتراف سعودي بشرعيته التمثيلية عقب ضغوط الانسحاب الأخيرة من الهضبة النفطية.

ويمثل ملف تمثيل الجنوب أحد أعقد تفاصيل المفاوضات بين الرياض وصنعاء، إذ يشهد تنافساً حاداً بين مكونات جنوبية متعددة، أبرزها تيار الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي المعروف بـ”الزمرة”، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.

وفي التطورات الأخيرة، سعى الانتقالي إلى إنهاء أي نفوذ متبقٍّ لهادي عبر الضغط على محافظه في أبين للانضمام إليه ورفع أعلام الانفصال على المؤسسات الحكومية، إضافة إلى تفكيك المنطقة العسكرية الأولى التي مثّلت آخر مركز نفوذ عسكري لتيار هادي بقيادة صالح الجميلاني، قائد الحرس الرئاسي الأسبق.

ومنذ تأسيسه عام 2016، عمل الانتقالي على تقديم نفسه كممثل وحيد للجنوب، محاولاً قضم المكاسب السياسية والعسكرية لصالح مشروعه الانفصالي، وهو ما دفع السعودية إلى التحرك حالياً للحفاظ على وحدة القوى الحضرمية وتثبيتها كبديل توازني في مواجهة تغوّل الانتقالي.

تحليل:

يكشف هذا الموقف السعودي الصريح أن معركة تمثيل الجنوب لم تُحسم بعد، وأن الرياض لا تنوي ترك الساحة خالصة للانتقالي مهما حقق من تقدم ميداني في الهضبة النفطية.

فالسعودية، التي تسعى لإغلاق الملف اليمني بتسوية شاملة، تدرك أن انفراد الانتقالي بالجنوب يعني تسليم أوراق حساسة للإمارات، ويقوّض أي صيغة توازن مستقبلي مع صنعاء. لذلك تتحرك لتقوية المكوّنات الحضرمية كمركز ثقل يوازن نفوذ الانتقالي ويمنع احتكار الجنوب من طرف واحد.

وفي ظل هذا الاشتباك السياسي المتعدد الأقطاب، يبدو أن المرحلة القادمة ستشهد صراعاً أكثر عمقاً على شرعية التمثيل، حيث تحاول كل قوة جنوبية تثبيت موقعها قبل أن ترسم الطاولة الإقليمية شكل الحل النهائي.

الجنوب ليس أمام خلاف سياسي فحسب، بل أمام معركة تعريف من يمثّله… ومن يملك حق التحدث باسمه في مستقبل اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com