“عدن“| العليمي يرفض العرض الإماراتي: شروط سعودية صارمة تعيد رسم خريطة النفوذ جنوب اليمن..!

5٬998

أبين اليوم – خاص 

رفض رئيس المجلس الرئاسي المدعوم من التحالف جنوبي اليمن، رشاد العليمي، عرضًا إماراتيًا جديدًا للتصالح مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، واضعًا سلسلة شروط اعتُبرت الأكثر تشددًا منذ بدء التوتر بين الجانبين.

وفي تصريح جديد، شدد العليمي على ضرورة انسحاب كامل قوات الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، وتمكين السلطات المحلية هناك من إدارة المحافظتين دون تدخل فصائل الإمارات، إضافة إلى وصول قيادة الانتقالي إلى الرياض بما يشبه الاعتذار السياسي المباشر للسعودية.

كما لمح إلى خطوات إضافية ضد الانتقالي، مستثمرًا قرار صندوق النقد الدولي تعليق نقاشاته بشأن اليمن ليقدّمه كـ”إنجاز” في سياق حملته لمحاصرة المجلس.

وجاءت هذه المواقف عقب لقاء جمع العليمي بطارق صالح، الذي غادر الساحل الغربي مساء الأربعاء بتوجيه إماراتي، حاملاً – بحسب مصادر في مكتبه – رسالة جديدة من أبوظبي تتضمن مقترحًا للتهدئة جنوبًا وشرقًا.

وتشمل المقترحات الإماراتية عودة العليمي وحكومته إلى عدن تحت وصاية الانتقالي، مقابل تسهيل أعمال الحكومة ودعم ما تصفه الإمارات بـ”الحرب على الحوثيين”.

وبالتزامن مع ذلك، أجرى طارق اتصالاً برئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي فور عودته من الرياض، اعتُبر حثًّا غير مباشر على تنفيذ الاتفاق مع السعودية القاضي بسحب قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة.

واستخدم طارق العبارة التي تكررها الرياض والعليمي في مواجهتهم لتحركات الانتقالي: “ضرورة تجنب المعارك الجانبية”.

ولم يُعرف حتى الآن موقف الانتقالي من الشروط المطروحة، وسط تقديرات تشير إلى أن قبوله بها سيعد ضربة استراتيجية لمشروعه السياسي، وتراجعًا قسريًا في لحظة يعتبرها أنصاره ذروة نفوذه في المشهد الجنوبي.

تحليل:

تدلّ التطورات الأخيرة على انتقال الصراع السعودي – الإماراتي جنوب اليمن إلى مرحلة أكثر حدة، تتجاوز الأدوات العسكرية والإعلامية لتطال قلب التوازنات السياسية داخل معسكر التحالف.

فالإمارات تسعى إلى تثبيت حضور الانتقالي كسلطة أمر واقع في عدن، بينما تحاول السعودية إعادة هندسة المشهد عبر فرض شروط ثقيلة على المجلس واحتواء نفوذه في المحافظات الشرقية الحساسة.

وفي هذا السياق، يظهر العليمي كواجهة للمشروع السعودي، فيما يُستخدم طارق صالح كقناة إماراتية لمحاولة منع الانهيار الكامل لمسار التهدئة.

ومهما كان موقف الانتقالي، فإن هذه اللحظة ستحدد مستقبل مشروعه لسنوات، إما بتكريس نفوذه أو القبول بواقع جديد يعيد تعريف حدود قوته ونفوذه في الجنوب، وسط صراع إقليمي لا يبدو قريبًا من نهايته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com