“تقرير“| ما التأثيرات التي طالت الاقتصاد العالمي بعد الهجمات الأمريكية على إيران..!
أبين اليوم – تقارير
أثارت الهجمات الأمريكية على المنشآت الإيرانية النووية، في وقت سابق من فجر أمس الأحد، موجة جديدة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، فدفعت بأسعار النفط إلى الارتفاع، وعززت الطلب على الملاذات الآمنة، وزادت الضغط على نمو الاقتصاد العالمي عبر تأثيرات التضخم وتعطيل خطط الاستثمار، وتوقعات المستثمرين.
وفور الهجوم الأمريكي على إيران، أكدت رويترز ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل حاد، فزادت أسعار النفط عند فتح الأسواق الأحد ما بين 3 إلى 5 دولارات للبرميل، وبلغ خام برنت مستويات قرب 80 دولاراً للبرميل، لتصل الزيادة الإجمالية في سعر خام برنت إلى 18% منذ 10 يونيو الجاري، قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران، وسط مخاوف من تعطيل الإمدادات، خصوصاً في حال نفذت إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، رداً على الهجوم الأمريكي على منشآتها النووية.
وفيما ذكرت وكالة “رويترز” أن البرلمان الإيراني وافق، الأحد، على غلق مضيق “هرمز”، مشيرة إلى أن “القرار النهائي بشأن الإجراء مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية في طهران”، قالت وكالة بلومبرغ الشرق الاقتصادية، إن شظايا صواريخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران طالت الاقتصاد العالمي، بتأثيرات اقتصادية إقليمية وعالمية، وسط احتمال تفاقم التداعيات الاقتصادية إذا ما اتسعت دائرة الحرب.
ويُعَدُّ مضيق هرم- الذي يقع بين عُمان وإيران، ويعتبر طريقاً رئيساً لتصدير النفط والغاز من قطر والسعودية والإمارات والعراق والكويت- ممراً حيوياً لشحنات الطاقة، إذ يمرُّ عبره ما يقرب من 20% من تجارة النفط العالمية، ورغم توصل الهيئة التشريعية إلى توافق في الآراء بشأن هذه الخطوة، فإن القرار النهائي يعود إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو أعلى سلطة أمنية في إيران.
– وقف ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر:
وأكدت بلومبرغ الشرق، في تقرير أن إسرائيل أوقفت صباح أمس ضخ الغاز الطبيعي مرةً ثانية إلى مصر، بدون أي إخطار مسبق، في ظل تصاعد وتيرة حربها مع إيران، كما كشف مسؤول حكومي إسرائيلي لـ”الشرق”، التي أشارت إلى إسرائيل كانت بدأت ضخ الغاز تدريجياً إلى مصر يوم الأربعاء الماضي، بعد توقف لمدة 5 أيام بفعل اندلاع الاشتباكات الصاروخية مع إيران.
وأوضح المسؤول- الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته لمناقشته معلومات غير معلنة لـ”الشرق”- أن “تل أبيب لم تقم بإعادة تشغيل حقل ليفياثان بالمياه العميقة في البحر المتوسط منذ اليوم الأول لاندلاع الاشتباكات، والغاز الذي تمّ ضخه تدريجياً كان يأتي من حقل تمار”. ولم ترد وزارة البترول المصرية على طلبات “الشرق” للتعليق.
– تعليق رحلات الطيران إلى الخليج:
وفي سياق متصل، علقت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى دبي والدوحة، في خطوة تزيد من اضطرابات حركة الطيران بمنطقة الخليج، وذلك بعد الهجمات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية في إيران وتعهد طهران بالرد، وقالت الشركة البريطانية التي مقرها لندن إنها ألغت عدة رحلات إلى دبي وحوّلت مسار طائرتين كانتا متجهتين إلى الإمارة الليلة الماضية، بحسب بيانات موقع “فلايت رادار 24”.
كما ألغت الشركة رحلاتها إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم، وعلقت الرحلات إلى البحرين حتى نهاية الشهر بسبب قيود تشغيلية وإغلاق بعض الأجواء. وكانت عدة شركات طيران أمريكية وأوروبية قد علّقت الأسبوع الماضي رحلاتها إلى الإمارات وقطر بعد بدء القصف الإسرائيلي لإيران.
– تأثر أسواق الخليج:
ورغم تداعيات الهجمات الأمريكية على إيران على الاقتصاد العالمي، أظهرت أسواق الخليج مرونة تشير إلى عوامل تؤكد أن التأثير على إيران ليس بالمستوى الذي أعلنته وهولته الإدارة الأمريكية، فبعد تراجع أولي عند الافتتاح، ارتفعت معظم مؤشرات الأسهم الخليجية بنسب تتراوح بين 0.2٪ و0.7٪، مستفيدة من الثقة المدعومة بصناديق الثروة والإعداد المسبق للصراع المحتمل..
ففي السعودية ارتفع المؤشر 0.2٪ بدعم من صعود سهم البنك الأهلي، وارتفع مؤشر قطر 0.2٪، فيما سجلت الكويت والبحرين وعُمان زيادات متواضعة بين 0.3–0.4٪ حسب منصة TradingView لتتبع بيانات الأسواق.
ورغم أن بورصات الخليج بدت متماسكة وصاعدة في تداولات اليوم الأحد، إلا أن “دويتشه بنك” الألماني دعا إلى التريث بتنفيذ خطط الطروحات الأولية في منطقة الخليج لحين استقرار أوضاع الأسواق المالية.
وقال جمال الكشي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في البنك، في لقاء مع “الشرق”، إن هذا التوجه يشمل أيضاً إصدارات السندات، حيث يقدم البنك النصح لعملائه بالتأجيل إذا ما اقتضت ظروف السوق ذلك.
– نزوح المستثمرين إلى الملاذات الآمنة:
وتزايدت تدفقات الأموال نحو الأصول الآمنة كالذهب، وسندات الخزانة الأمريكية، والدولار الأمريكي، وفق تراتبية تشير إلى تأثر الدولار- كأحد الملاذات الآمنة- بالتوترات الجيوسياسية، كما شهدت العملات الرقمية تراجعاً ملحوظاً، في مؤشر واضح على تراجع شهية المخاطرة بين المستثمرين.
وشهدت أسعار الذهب العالمية أمس الأحد ارتفاعاً ملحوظاً مع تراجع نسبي في قيمة الدولار، مما يعكس تفاعلاً حياً بين تقلبات العملات وسوق المعادن النفيسة. فوفق بيانات منصة usagold، استقر سعر أونصة الذهب عند 3,367.88 دولار محافظاً على مستويات مرتفعة رغم استقرارها خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي المقابل، سجل مؤشر الدولار اقتراباً من 98.77 نقطة، منخفضاً بنسبة 0.13٪ منذ يوم الخميس، وهو تحرك معنوي يدعم أسعار الذهب باعتبارها ملاذاً رئيسياً لتدفقات رؤوس الأموال وخطط المستثمرين.
المصدر: يمن إيكو