احتجاجاً على انهيار الخدمات وانقطاع الكهرباء.. تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية بحضرموت وعدن ولحج..!

4٬885

أبين اليوم – المكلا 

تواصلت موجة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، في محافظات حضرموت وعدن ولحج، على خلفية التدهور الحاد في الخدمات الأساسية، لا سيما الكهرباء والمياه، وسط مواجهات وإطلاق النار على المتظاهرين، ما تسبب في مقتل متظاهر في مدينة تريم، بالتزامن مع تحذيرات من انفجار الوضع الأمني.

في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، رغم الانتشار الأمني الواسع، أكد ناشطون في منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استمرار الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، حيث اقتحم شباب غاضبون مبنى مؤسسة الكهرباء، احتجاجاً على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بالتزامن مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة.

وأفاد ناشطون بأن قوات الحراسة حاولت التصدي للمتظاهرين، ما أدى إلى مواجهات نتج عنها تحطيم طقم عسكري، وإصابة أحد الشبان بجروح إثر إطلاق نار من قوات يُعتقد أنها تابعة للواء بارشيد ووحدات الدعم الأمني.

من جانبه، نفى قائد الشرطة العسكرية في المكلا، العقيد مراد باخُلّة، استهداف المتظاهرين بشكل مباشر، موضحاً أن إطلاق النار جاء بعد تعرض آليات عسكرية لهجوم من قبل مجهولين في منطقة فوّة، وأن الطلقات كانت تحذيرية في الهواء، مضيفاً أن هناك أطرافاً تسعى إلى تخريب الطابع السلمي للتظاهرات وتحويلها إلى حالة فوضى.

وأعلنت ما تسمى “لجنة التصعيد لشباب وأبناء مدينة المكلا”، استمرار العصيان المدني، الخميس 31 يوليو، يشمل إغلاق المرافق الحكومية ووقف الأنشطة التجارية حتى تحقيق مطالب المحتجين.

وفي بيان شديد اللهجة، أدانت اللجنة استخدام السلاح ضد المتظاهرين، وحمّلت السلطات المحلية، وعلى رأسها محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، مسؤولية الفشل الإداري والخدمي، داعية إلى إقالته ومحاسبته.

وفي مدينة تريم بمحافظة حضرموت، قتل أحد المتظاهرين، صباح الخميس، برصاص قوات الأمن أثناء تفريق تظاهرة غاضبة خرجت تنديداً بانهيار الخدمات واستمرار انقطاع الكهرباء.

ونقلت صحيفة “عدن الغد” عن مصادر محلية أن متظاهراً سقط برصاص حي أطلقته القوات الأمنية أثناء محاولتها تفريق جموع المحتجين الذين خرجوا في أحياء متفرقة من المدينة، ما أدى إلى اشتداد حدة الغضب الشعبي، ودخول أحياء جديدة على خط المواجهة.

وأشعل المحتجون إطارات السيارات وأغلقوا الطرقات الرئيسية، فيما رُصدت دعوات للتصعيد والانتفاض في مختلف مديريات وادي حضرموت، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار وإقالة القيادات الأمنية والمحلية.
وشهدت مدينة سيئون تظاهرة شعبية حاشدة، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية واستمرار انقطاع التيار الكهربائي في مناطق وادي حضرموت.

وطالب المتظاهرون بتحسين الخدمات الأساسية، محملين الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة مسؤولية الانهيار الاقتصادي وتفاقم معاناة السكان.

وذكر شهود عيان أن التظاهرات تزامنت مع عصيان مدني جزئي في المدينة، حيث أغلقت المحال التجارية والمرافق الحكومية أبوابها، وسط استجابة واسعة لدعوات أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

بالتزامن مع الاحتجاجات في مدن محافظة حضرموت، شهدت مديرية المنصورة بمحافظة عدن احتجاجات مماثلة، حيث أضرم متظاهرون النار في إطارات السيارات وقطعوا الطرقات، احتجاجاً على انهيار الخدمات الأساسية، خصوصاً الكهرباء، في ظل موجة حر خانقة.

المحتجون رددوا هتافات تطالب بـ”إنقاذ عدن” من الانهيار الخدمي والمعيشي، محملين السلطات مسؤولية تجاهل معاناة السكان وتدهور الأوضاع في جميع القطاعات.

وفي محافظة لحج، شهدت مديرية طور الباحة، اليوم الخميس، مسيرة احتجاجية غاضبة جابت شوارع المدينة، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية رغم التحسن الطفيف في سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

المحتجون طالبوا الجهات المختصة إلزام التجار بتعديل الأسعار بما يتناسب مع تعافي العملة المحلية، مشيرين إلى أن أسعار السلع لا تزال تُحتسب على أساس أسعار الصرف القديمة.
وبالتزامن، أغلقت محال تجارية وشركات صرافة في لحج أبوابها لساعات، على ضوء التظاهرات التي شهدتها المحافظة.

التصعيد الشعبي الذي تشهده عدة محافظات في مناطق الحكومة اليمنية، يعكس حالة من الاحتقان العام جراء تردي الأوضاع المعيشية، واستمرار تدهور الخدمات، وسط غياب أي حلول عملية من الجهات الرسمية، ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، تتزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو انفلات أمني وفوضى شاملة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com