“مقالات“| تركوا الفريضة وفرحوا بالنوافل..!

4٬789

أبين اليوم – خاص 

نتابع عن كثب ما حدث خلال الأيام الماضية من انخفاض سريع لسعر العملة،ووانتظرنا حتى نفيق من صدمة الحدث في وطن الغرائب والعجائب..!

لقد تبين ان انخفاض سعر العملة الأجنبية مقابل المحلية لم يعد إنجاز كبير يتغنى به في وسائل الاعلام الحكومية والخاصة، اذا ما توافق مع تسعيرة المواد الأساسية الإستهلاكية والدواء والمشتقات النفطية والغاز وغيرها من السلع.

ان إتخاذ المعالجات الصحيحة العملية مطلوبة بشكل عاجل للخروج من عنق الزجاجة التي ادخلنا فيها المجلس الرئاسي الفاشل، لهذا نحذر من مغبه العودة إلى دائرة ” انهيار العملة والغلاء الفاحش”.

المواطن الغلبان اليوم لا يهمه انخفاض اسعار العملات الأجنبية بقدر ما يعنيه في الأساس تخفيض اسعار المواد الأساسية الغذائية والدواء وتوفير الخدمات العامة كحق مستحق كفله الدستور والقانون، لهذا فان تثبيت العملة لا يتم بقرارات مفاجئة وغير مدروسة دون توفير ضمانات الايرادات الثابتة ووقف العبث الواضح بالعملة والانفاق المهول للسلطة والفساد الاداري والمالي.

لقد اصبح المواطنين بسببكم في حيرة وخوف من المجهول القادم منقسمين بين متفائل ومتشائم..!

قبل ان أكتب هذا المقال المتواضع قمت بالبحث عن المواضيع والتقارير الغربية الحديثة التي تتحدث عن الوضع الاقتصادي الكارثي في اليمن.

فقد شدني تصريح مهم جدا للسيدة أجاي بانغا رئيسة البنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والمالي في اليمن. حيث قالت: “إن ما يجري في عدن والمناطق المحررة، أمرٌ مخيف جداً، الجميع من رئيس الحكومة وزير المالية إلى بقية الطاقم – يتفرجون بصمت منذ سنوات على الانهيار المتسارع للعملة المحلية، دون اتخاذ أي خطوات حقيقية لإنقاذ الاقتصاد وحياة الشعب الذي يعيش في جوع وبؤس وأمراض.

وأشارت: حتى محافظ البنك المركزي اليمني بعدن، الذي يُفترض أن يكون حامياً للاستقرار النقدي، يبدو وكأنه يدير “سوق خضار مركزي”، لا مؤسسة مالية بحجم ومسؤولية بنك مركزي.

علماً أن البنك المركزي اليمني كان له حضور واحترام في الأوساط المالية الدولية، لكنه اليوم فقد مكانته وسمعته تماماً.

وأضافت بانغا، التي تنتمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحمل الجنسية الهندية الأصل، إلى أن ما يحدث في عدن لا يختلف عن لعبة “قمار أين الدو؟” الشهيرة في شوارع نيويورك، حيث يقوم اللاعبون بخفض سعر صرف العملات عمدًا، ليتسنى للمسؤولين شراء العملات الأجنبية بأسعار منخفضة، ثم يُعاد رفع السعر لاحقًا لتحقيق أرباح طائلة.

وكأن الجميع تحولوا إلى صرّافين محترفين داخل مؤسسات الدولة. وفي ختام تصريحها طالبت رئيسة البنك الدولي التحالف العربي الى تدخلً عاجل حقيقي، وإرسال وفود مالية واقتصادية ذات خبرة وتجارب إلى بنك عدن المركزي، لانتشاله مما يعانيه من ضعف في إدارة موارد الدولة والمنظمات الدولية، وحماية المال العام من القراصنة الجدد، وأيضًا لبناء قاعدة معلومات ورقابة وفق أعلى مستوى فني وأمني.
شر البلية ما يضحك.. اصبح حال الدولة كالذي يترك أداء الفريضة ويفرح بالنوافل..!

رسالتي إلى الرئاسة والحكومة والتحالف ان كان ما حدث من انخفاض أسعار العملات هو تقديم وجبات سندوتشيه خفيفة مسكنة لشعب جائع متعطش للموت بشرف وكرامة لإستعادة حريته وحقوقه، بعدها يعود الوضع إلى الأسوا، فانتم بهذا تحفرون قبوركم بايديكم..!

سلمكم الله وعافاكم

بقلم/ جلال فضل

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com