“واشنطن“| ابن سلمان يتجنب ملف اليمن خلال لقائه ترامب: رسائل تهدئة أم تمهيد لتصعيد غير مباشر..!

5٬896

أبين اليوم – خاص 

تراجعت السعودية عن التصعيد في الملف اليمني، رغم أن هذا الملف كان من المفترض أن يحتل موقعاً بارزاً في مباحثات ولي العهد محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إلا أن ابن سلمان فضّل إرسال إشارات تهدئة عبر استبعاد أحد أكثر الملفات حساسية، مقابل التركيز على قضايا أخرى كحلّ الدولتين في فلسطين، والملفات الاقتصادية، وسبل تطوير التعاون الدفاعي.

وبحسب ما رشح من اللقاء، فقد خُصص جزء منه لمناقشة جهود خفض التوتر في الشرق الأوسط، بما في ذلك محاولات تقريب المواقف بين واشنطن وطهران، في خطوة بدت متناقضة مع تصاعد التوتر السعودي في الملف اليمني وامتناع الرياض عن تنفيذ استحقاقات السلام، وهو ما دفع صنعاء إلى التلويح بالخيار العسكري.

ولا يزال غير واضح ما إذا كان استبعاد الملف جاء بناءً على توجيهات أمريكية بعدم إثارة موضوع بالغ التعقيد بالنسبة لواشنطن، أم أن ابن سلمان يسعى لتجنّب أي رد يمني قد يعرقل تحركاته الإقليمية الجديدة.

وتقرأ صنعاء هذا التجاهل السعودي لليمن، خصوصاً في ظل الحديث عن اتفاقيات دفاعية متقدمة مع واشنطن، باعتباره محاولة للهروب نحو الغطاء الأمريكي وربما التمهيد لتصعيد جديد بالوكالة.

ورغم هذه المقاربة السعودية الحذرة، فإن إسقاط ملف اليمن من الأجندة الرسمية لن يمنع استمرار النقاش حول حقوق الشعب اليمني ومطالبه المشروعة داخل الأوساط السياسية في صنعاء، لكنه يكشف عن رغبة سعودية في عدم مفاقمة التوتر في هذه المرحلة الحساسة.

ويعكس تغييب ابن سلمان لملف اليمن ازدواجية في النهج السعودي بين خطاب التهدئة أمام الحليف الأمريكي ومحاولات تعزيز أوراق القوة ميدانياً.

فبينما تسعى الرياض لتجنب أي التزام مباشر قد يفرضه فتح الملف أمام واشنطن، تعمل في الوقت نفسه على تعزيز شراكات دفاعية قد تُستخدم كورقة ضغط في لحظة ما.

هذا التناقض يضع الحرب والسلام في اليمن أمام مفترق طرق جديد، ويشير إلى أن المعادلة الإقليمية باتت أكثر تعقيداً، حيث لم تعد السعودية قادرة على التصعيد المنفرد ولا على تجاهل استحقاقات اليمن دون تبعات سياسية وربما عسكرية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com