“مقالات“| حين يصافح الممثل قاتله: الانتقالي وجماعة عفاش.. طعنات في ظهر الجنوب..!

4٬893

أبين اليوم – خاص 

بقلم/ سالم عوض الربيزي:

في مشهد سياسي صادم لكنه لم يكن مفاجئًا، خرج اللقاء بين المجلس الانتقالي وجماعة عفاش من دوائر السرية إلى العلن، في خطوة تُرسي قواعد تنسيق إعلامي وسياسي غير بريء، هدفه الواضح ليس مواجهة قوى الشمال كما يُزعم، بل تثبيت نفوذ جماعة عفاش في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، تحت لافتة “المصالح المشتركة”، وبتوجيه مباشر من الكفيل الإماراتي.

هذا التحالف ليس مجرد تقاطع سياسي مؤقت، بل طعنة في خاصرة الجنوب، وخيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا على مدى ثلاثة عقود في مواجهة نظام عفاش وقمعه.

تلك الجماعة التي حكمت الجنوب بالنار والحديد، صادرت الأرض، ونهبت الحقوق، وزجت بالأحرار في السجون، واليوم تعود إلى المشهد من بوابة المجلس الذي يدّعي تمثيل تطلعات الشعب الجنوبي!

أين المبادئ التي تأسس عليها المجلس؟
أين حديث “استعادة الدولة” و”الانفصال عن الشمال”؟

كيف يُبنى مشروع جنوبي بالتنسيق مع من يتبجّح بالدفاع عن “الوحدة اليمنية” ويعتبر الجنوب مجرد “فرع” تابع؟

المفارقة المؤلمة أن إعلام الانتقالي، الذي لا يتوانى عن شيطنة أي صوت جنوبي مستقل أو مخالف، ويتهمه بالعمالة للإخوان أو الحوثي، يصمت – بل يروّج – لتحالف مع طرف لم يكن يومًا جنوبيًا، ولا حمل إلا العداء لهذا الشعب.

ما يحدث اليوم ليس اجتهادًا سياسيًا، بل انقلاب على كل التضحيات، وتصفية صريحة لقضية الجنوب من داخلها.

من يهادن القاتل، لا يمكنه ادعاء تمثيل الضحية. ومن يُبرر التحالف مع من سفك الدم، لا يحق له الحديث عن الشرف والنضال. فالجنوب، بتاريخه وثوراته، أكبر من أن يُباع في صفقات السياسة ومزادات المصالح. ولا خيار أمام الأحرار إلا أن يقولوا كلمتهم بوضوح: لا تحالف مع القاتل… ولا غفران لخيانة الدم.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com