“تقرير“| ما وراء عرض “حميد الأحمر“ التحالف مع “الحوثيين” وفي هذا التوقيت..!

8٬022

أبين اليوم – تقارير 

أثارت تصريحات جديدة لحميد الأحمر، القيادي البارز بحزب الإصلاح وأهم الشخصيات المؤثرة في المشهد اليمني بشقه التابع للتحالف السعودي-الإماراتي، الأحد، جدلًا عقب تضمينها تلميحات للتحالف مع “الحوثيين”. فما أهداف الأحمر من استدعاء صنعاء لحلبة صراعه مع أقطاب التحالف الأخرى؟

في تغريدة مطولة نشرها على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، حاول الأحمر تغليف فيلم وثائقي أنتجته قناة الجزيرة القطرية حول العدوان الإسرائيلي والأطماع القديمة – الجديدة في اليمن، برسائل سياسية أبرزها تحريك ملف التحركات المدعومة من الإمارات وإسرائيل بالساحل الغربي، وتحديدًا باب المندب، حيث يتم إنشاء قواعد عسكرية للطرفين بغطاء ما تُعرف بـ “المقاومة الوطنية”، وهو تكتل جديد يقوده نجل شقيق الرئيس الأسبق طارق صالح.

ومن ضمن تلك الرسائل إشادته بشكل غير مباشر بعمليات صنعاء ضد الاحتلال الإسرائيلي ووصفه بأنه بمثابة إنجاز لليمن، مؤكدًا بأن الشعب اليمني لن يسمح باستهدافه من قبل “النشاز” الساعين للتطبيع وخدمة الأجندة الإسرائيلية.

هذه اللغة الجديدة من الخطابات أثارت اهتمام الساسة بصنعاء وقد رحب بها محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، وأبدى استعداد الحركة للانخراط باتفاق دفاعي، لكنها أثارت حفيظة أطراف أخرى داخل التحالف ذاته، بمن فيهم السعودية وطارق صالح، بينما التزم الانتقالي الصمت.

ولم يقتصر حميد الأحمر على التغريدة، بل واصل مسيرة العودة للمشهد من بوابة فلسطين التي تجاهلها حزبه خلال نحو عامين من جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، وقد ظهر في بودكاست جديد يرفض التطبيع.

مع أن الأحمر ذاته لم يُسجَّل له موقف واحد تجاه ما يدور في غزة خلال العامين الأخيرين، حيث تداعى العالم تضامنًا مع غزة، إلا أن توقيت تحريكه الملف حمل أبعادًا سياسية بحتة تتعلق بالصراع في مناطق التحالف جنوب وغرب اليمن. فالأحمر سبق وأن لوَّح بالتحالف مع صنعاء خلال ذروة الصراع الجديد بتعز، والذي أعقب اغتيال عناصر حزبه لمديرة صندوق النظافة افتنان المشهري واستغلال خصومه الفجوة في محاولة لإسقاطه، وجاهر مقربون منه أبرزهم المسؤول السابق في سبأفون محمد المحيميد، وقد كتب تغريدة: “ماذا لو تم التحالف مع الحوثيين في تعز؟”

اللافت في الأمر أن تحرك الأحمر الجديد جاء في وقت عصيب يمر به الحزب، وقد نجحت اللجنة الخماسية التي تقودها السعودية والإمارات بتجريده من موارده عبر منح رئيس الحكومة في عدن صلاحيات ملاحقة شركات النفط والغاز، والتي كانت تذهب إيراداتها أو جزء كبير منها لصالح استثمارات الأحمر في تركيا. والأهم يتركز في الترتيبات الجارية في السعودية لإعادة تشكيل السلطة الموالية للتحالف باليمن عبر دفع نجل صالح، أبرز خصوم الأحمر، إلى صدارة المشهد مع استبعاد الحزب.

من المؤكد أن الأحمر، الذي أكدت صنعاء تورط حزبه بالتخابر مع أمريكا وإسرائيل خلال الحملة الجديدة وأبدى رغبة بالقتال بالنيابة لاحتلال الحديدة، بات مقتنعًا تمامًا بأن وضع حزبه في الترتيبات الجارية في اليمن تكاد تكون معدومة، ولم يُعرَف مستقبله أصلًا في ضوء المفاوضات السعودية مع صنعاء بعيدًا عن كافة القوى اليمنية الموالية، بمن فيها الإصلاح، الذي سبق للسعودية والإمارات تذويبه تدريجيًا وانتزاع مناطق نفوذه على مراحل، حتى باتت مدينتا تعز ومأرب قاب قوسين أو أدنى على السقوط.

وحتى لا يصحو على واقع جديد يكون فيه خارج الحسابات داخليًا وخارجيًا، بات يبحث عن موطئ قدم في التيار المقاوم بغية الحفاظ على ما تبقى من مكتسبات حزبية لا أكثر، لا سيما وأن صنعاء باتت على أعتاب انتزاع حقوق شعبها سلمًا أو حربًا.

 

المصدر: الخبر اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com