“عدن“| بعد انسحاب الدعم الدولي.. انهيار نقدي يلوح في الأفق ..!

5٬993

أبين اليوم – خاص 

استأنفت أسواق الصرافة غير الرسمية في عدن نشاطها مجددًا، وسط مخاوف متصاعدة من انهيار جديد للعملة المحلية عقب تعليق أبرز الجهات الداعمة للبنك المركزي أنشطتها. وذكر موقع “كريتر سكاي” أن السوق السوداء توسعت بشكل لافت خلال الساعات الماضية، بعد أن كانت قد تراجعت إثر قرار حكومة عدن تثبيت سعر الصرف عند مستوى 1600 ريال للدولار.

التسارع في نشاط السوق الموازية جاء بالتزامن مع توقف شركات الصرافة عن بيع العملات الأجنبية، ما عمّق القلق داخل الأوساط المصرفية في المدينة، ودفع العديد من المتعاملين للتحذير من انهيارٍ قد يكون أشد من الموجات السابقة.

وتزامنت هذه التطورات المالية مع تحركات دولية مرتبطة بالجانب الاقتصادي، أبرزها قرار صندوق النقد الدولي إيقاف مناقشات “المادة الرابعة” الخاصة بتقييم اقتصاد حكومة عدن، في خطوة جاءت بعد تكليف الرباعية الدولية بالإشراف على مرحلة التعافي.

واعتبر رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي قرار الصندوق نتيجة مباشرة للأحداث الأخيرة شرق اليمن، بعد سيطرة الفصائل المدعومة من الإمارات على الهضبة النفطية.

في السياق ذاته، أشارت تقارير إعلامية إلى أن رئيس حكومة عدن، سالم بن بريك، قدّم تقريرًا للمانحين الدوليين اتهم فيه المجلس الانتقالي بالتسبب في تعطيل خطط الحكومة منذ عودتها. وتُقرأ هذه الخطوة ضمن مسار سعودي جديد يستهدف التأثير على مناطق نفوذ الانتقالي اقتصاديًا.

وبحسب تقديرات اقتصادية، فإن توقف دعم الصندوق وعودة السوق السوداء قد يدفعان العملة المحلية نحو انهيار أكبر، وربما يعيدانها لمستويات قياسية سبق أن تجاوزت – خلال السنوات الماضية – حدودًا غير مسبوقة.

تحليل:

تعكس عودة السوق السوداء وتجميد دعم المؤسسات الدولية حجم هشاشة الوضع الاقتصادي في عدن، خاصة في ظل الانقسام السياسي الحاد داخل معسكر القوى المناوئة لصنعاء. فتعليق صندوق النقد الدولي لأنشطته يوجّه رسالة واضحة بأن البيئة الاقتصادية الحالية غير مستقرة، وأن الصراع السعودي الإماراتي على النفوذ لم يعد مجرد خلاف سياسي، بل امتد إلى عصب الحياة اليومية للمواطن.

وإذا استمر هذا الضغط الاقتصادي، فإن المجلس الانتقالي قد يفقد ما تبقى له من رصيد شعبي، خصوصًا أن مناطق نفوذه تعاني أصلًا من أزمات متراكمة وخدمات منهارة.

وما يجري حاليًا يشير إلى أن المرحلة المقبلة قد تحمل تحولات جذرية في ميزان القوى جنوب اليمن، حيث أصبح الاقتصاد ساحة الصراع الأكثر تأثيرًا وفاعلية على مستقبل الجميع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com