قبائل الحدود تقلب الطاولة: رسالة إماراتية صلبة للسعودية في معركة حضرموت المُشتعلة..!

5٬889

أبين اليوم – خاص 

ألقت الإمارات، الأربعاء، بثقلها مجددًا في معركة النفوذ بحضرموت شرقي اليمن، عبر تحريك ورقة القبائل الحدودية في خطوة بدت كأنها ردٌّ مباشر على تعثر خطتها العسكرية الأولى في الساحل الحضرمي، وانقسام الفصائل التي تعتمد عليها أبوظبي داخل المنطقة العسكرية الثانية.

فقد أصدرت قبائل الصّيعر، كبرى قبائل الصحراء الملاصقة للحدود السعودية، بيانًا مفاجئًا في توقيته ومضمونه، طالبت فيه باعتماد آلاف من أبنائها كمجندين جدد، مع رفضها بشكل قاطع انتشار قوات درع الوطن الموالية للسعودية في مديرياتها الحدودية.

وأكدت القبائل ضرورة منح أبنائها كامل صلاحيات حماية المناطق المتاخمة للمملكة، مثل زمخ ومنوخ، حزر، مغارب، سرداب، وخشم الجبل، ملوّحةً بالتصدي لأي محاولة سعودية لفرض حضور عسكري جديد تحت مظلة “درع الوطن”.

كما طالبت القبائل بنصيب واضح من عائدات ميناء الوديعة البري، في تصعيد غير مسبوق يعكس انزياحًا اجتماعيًا في مناطق تُعتبر تاريخيًا أقرب للنفوذ السعودي.

وجاء هذا التصعيد القبلي بالتزامن مع اجتماعات يقودها مشايخ موالون للإمارات في وادي حضرموت، بهدف إعادة هيكلة حلف القبائل الذي يقوده عمرو بن حبريش، الحليف التقليدي للسعودية. وقد تحدثت وسائل إعلام الانتقالي عن بدء اجتماعات رسمية للجنة الهيكلة، في خطوة يُنظر إليها كجهد إماراتي لضرب الحلف من الداخل وإعادة تشكيله بما يخدم أجندتها.

هذا التحرك القبلي تزامن مع تعثر “الخطة أ” للإمارات داخل الساحل، حيث فشل اجتماع ترأسه فرج البحسني – عضو المجلس الرئاسي ونائب رئيس الانتقالي – في تحقيق إجماع عسكري يمكّنه من إطلاق عملية حاسمة في الهضبة النفطية.

وأشار الحضور الضعيف للفصائل، إضافة إلى اقتصار التأييد على ألوية محدودة كالأحقاف والريان، إلى أن المنطقة العسكرية الثانية ما تزال منقسمة بين ولاءات متشابكة، ما أضعف قدرة أبوظبي على فرض قرار عسكري موحد.

وتكثف الإمارات حراكها في حضرموت منذ أسابيع، وسط مؤشرات على رغبتها بربط ملف المحافظة بملفات إقليمية أوسع، أبرزها صراع النفوذ مع السعودية في السودان والبحر الأحمر، ما يمنح معركة حضرموت بعدًا يتجاوز حدودها الجغرافية.

وتكشف التطورات الأخيرة أن الإمارات انتقلت من الضغوط العسكرية الخشنة إلى استخدام أوراق النفوذ الاجتماعي والقبلي في حضرموت، مستهدفة قلب مناطق الارتكاز السعودي على حدود المملكة.

وفي المقابل، تجد السعودية نفسها أمام تحدٍ غير مسبوق، إذ تواجه ليس فقط تمددًا إماراتيًا داخل عمق مناطق نفوذها التقليدية، بل أيضًا تحولات قبائلية قد تعيد رسم توازنات القوة في وادي وصحراء حضرموت.

ومع تزايد الانقسام داخل الفصائل المسلحة، ومحاولات كسر حلف القبائل، تبدو حضرموت مقبلة على مرحلة إعادة اصطفاف جذرية، قد تجعلها نقطة الانفجار التالية في الصراع السعودي–الإماراتي داخل اليمن، وربما بوابة لإعادة رسم خريطة النفوذ في الإقليم كله.
إذا رغبت، أُعدّ لك نسخة صحفية قصيرة، أو تقريرًا مطوّلًا، أو صياغة أكثر رسمية للنشر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com