“صنعاء“| الشباب والرياضة في مواجهة التطبيع: ندوة تستعرض تجارب وطنية لدعم فلسطين..!

4٬893

أبين اليوم – خاص 

عُقدت بصنعاء اليوم، ندوة ثقافية حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وسبل مناهضة التطبيع الشبابي والرياضي، نظمتها وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين.

ناقشت الندوة بالتنسيق مع اللجنة المركزية للحشد والتعبئة، ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني، عدة محاور قدّمها نخبة من الأكاديميين والمثقفين.

وفي الندوة التي أدارها المدير التنفيذي لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية عبدالعزيز أبو طالب، قدَّم وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد المولَّد ورقة عمل بعنوان “رؤية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي للصراع مع أهل الكتاب”.

وتناولت الورقة الأسس الفكرية والسياسية لهذه لرؤية التي انطلقت من قراءة معمَّقة لطبيعة المشروع الصهيوني، باعتباره مشروع استعماري عالمي، يستهدف الأمة الإسلامية في عقيدتها، وهويتها، وثقافتها، وليس فلسطين وحدها.

وأشار الدكتور المولَّد إلى أن الشهيد القائد وضع منهجية متكاملة لمواجهة هذا الخطر، تقوم على الوعي الجمعي، والتحرك العملي، وتعبئة الطاقات في كل المجالات، معتبرًا الصراع مع العدو الصهيوني وجودي لا يقبل الحياد أو التجزئة.

وأوضح أن هذا الفكر الاستراتيجي ما يزال صالحًا لتوجيه الجهود الوطنية والعربية والإسلامية نحو تعزيز الصمود ومقاومة التطبيع، مؤكدًا أن بناء وعي الأمة يمثل خط الدفاع الأول عنها.

ودعا وزير الشباب والرياضة، المؤسسات الشبابية والرياضية إلى تحمل المسؤولية في إيجاد جيل يدرك خطورة المشروع الصهيوني، ويعي ارتباطه العضوي بالسياسات الاستعمارية الغربية، مؤكدًا أن الانتصار يبدأ من الوعي وينتهي بالتحرر الكامل.

وفي المحور الثاني، قدَّم عميد مركز التدريب وخدمة المجتمع في جامعة البيضاء الدكتور محمد النظاري دراسة شاملة بعنوان “توظيف الفعاليات والأنشطة الشبابية والرياضية لصالح قضية الأمة المركزية – فلسطين”، أشار فيها إلى أن قطاعي الشباب والرياضة يمتلكان قوة ناعمة قادرة على التأثير في وعي الجماهير، وصياغة مواقفهم تجاه القضايا المصرية.

واستعرض التجربة اليمنية، التي استخدمت الأنشطة الشبابية والرياضية ومسابقات إعلامية شبابية، كمنصة للتضامن مع فلسطين، مبينًا أن من أبرز التجارب الوطنية التي تعكس تضامن الشباب والرياضة مع القضية الفلسطينية، بطولات “طوفان الأقصى”، التي شهدت مشاركة واسعة من الأندية والفعاليات الرياضية وحملت رموز المقاومة وعزَّزت الهُويَّة الوطنية.

وشدد الدكتور النظاري على أهمية استمرار دعم وتطوير مثل هذه المبادرات التي توحِّد الطاقات الشبابية في مواجهة المشروع الصهيوني، وكذلك المسابقات الإعلامية والشبابية، التي تمت تحت مسمى “طوفان الأقصى”.

ودعا إلى إعداد خطة وطنية لتسخير الفعاليات الشبابية والرياضية والإعلامية في دعم فلسطين ومناهضة التطبيع.

وضمن المحور الثالث للندوة قدَّم وكيل وزارة الشباب المساعد الدكتور جابر البواب دراسة بعنوان “مقاطعة الرياضة الإسرائيلية .. الأهداف والنتائج”، استعرض فيها التجارب الدولية في مواجهة التطبيع الرياضي مع الكيان الصهيوني، مبرزًا الدور المحوري للمقاطعة في التأثير على صورة العدو أمام الرأي العام العالمي.

وعد المقاطعة وسيلة مقاومة فعَّالة، تُعرِّي الممارسات العنصرية، وتفضح الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني .. لافتًا إلى أن الاتحادات الرياضية التي تتخذ مواقف واضحة ضد التطبيع تساهم في رفع الوعي العالمي بالقضية.

وأكد الدكتور البواب أن الضغط الرياضي والشعبي يمكن أن يحد من محاولات الكيان التسلُّل إلى الفضاء الرياضي العربي والإسلامي، داعيًا إلى إنشاء لجان وطنية لمتابعة ورصد أي أشكال للتطبيع الرياضي والتصدي لها.

وخرج المشاركون في الندوة بعدد من التوصيات، أكدت أهمية تعزيز الوعي الوطني بخطورة المشروع الصهيوني عبر برامج شبابية ورياضية وربطها بالهوية الدينية والوطنية.

وأوصت الندوة بإعداد خطة عمل وطنية لدمج الرسائل الداعمة لفلسطين في كل الفعاليات الرياضية والشبابية والثقافية، لضمان استمرارية الحضور الفاعل للقضية في وجدان الأجيال ومناهضة التطبيع الشبابي والرياضي، بكل أشكاله، والتحذير من محاولات العدو اختراق الفضاء الشبابي عبر أنشطة أو منصات إعلامية أو تكنولوجية موجّهة.

ودعت التوصيات إلى تفعيل لجان وطنية دائمة لمتابعة ورصد أي ممارسات أو فعاليات تطبيعية، والتنسيق مع الاتحادات الرياضية والشبابية لاتخاذ مواقف واضحة وحازمة إلى جانب استثمار الرياضة كأداة ضغط سياسي وإعلامي لإبراز عدالة القضية الفلسطينية وكشف ممارسات الاحتلال في المحافل الدولية.

وطالبت بتوسيع نطاق بطولة “طوفان الأقصى” وغيرها من الفعاليات الشبابية والرياضية التضامنية، وتنظيمها بشكل دوري وشامل لتعزيز الروح الوطنية في أوساط الشباب، وضمان استمرارية الدعم للقضية الفلسطينية من خلال الرياضة.

وحثت على إطلاق حملات توعوية شبابية لمواجهة خطاب التطبيع، وتحصين وعي الشباب من الدعاية الصهيونية، وتشجيعهم على الانخراط في المبادرات التضامنية، مؤكدة أهمية تعزيز الشراكة بين المؤسسات الرياضية والشبابية ووسائل الإعلام لابتكار محتوى تفاعلي يعكس موقف اليمن الثابت تجاه فلسطين ويرفض التطبيع بكل صوره.

حضر الندوة قيادات وكوادر وزارة الشباب والرياضة، وصندوق رعاية النشء والشباب، والجهات التابعة، وممثلو الأندية والاتحادات الرياضية، وعدد من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأنين الثقافي والرياضي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com